













الأم

تعتزم الحكومة الصومالية الفيدرالية المضي نحو تنظيم عملية انتخابية شاملة ومتتالية تشمل الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها. ويُعد هذا التوجه جديداً بالنسبة لهذه الحكومة التي تواجه تحدّيات أمنية وسياسية واقتصادية متداخلة ومعقّدة، أبرزها التهديد الأمني المتمثل في حركة الشباب المجاهدين، إلى جانب تصاعد الخلافات السياسية مع إقليمَي بونتلاند وجوبلاند، ونزاعها مع صوماليلاند الانفصالية شمالاً، فضلاً عن ملفّات التنمية المحلية المتنوعة.

في منتصف 2017، وأنا في سنة ثالثة في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، وصلني إشعار من تطبيق الكريمي، شبيهًا بهذا: "أودع عبد الغني أحمد 5 آلاف ريال إلى حسابك. رصيدك الحالي هو 5 آلاف ريال". كان ذلك المبلغ البسيط من أبي كمصروف أمشّي به حالي. وبعدها بوقتٍ قـصـير، أخبرني أحد زملائي الأعزاء أن والده أرسل له مصروفًا قدره "خمسون ألف ريال"..

يوم إثر يوم تشتد الضربات الأمريكية على أهداف شاملة تقريبا في الجغرافيات التي يسيطر عليها الحوثيون من شمال اليمن، لتشمل أهدافا عسكرية ومراكز قيادة وقيادات وشبكة اتصالات ومنشآت اقتصادية تدخل في صميم الخدمة الأساسية للناس..

قد نستفحل في التنظير والتحليل في إشكاليات سياسية وفكرية يومية وعامة، وثمة قضايا خطيرة عالقة على جدار الهامش المعاش ننأى عن التنبه لأبعادها، وأثرها في تشكيل الواقع حاضراً ومستقبلاً، وأعني الجيل الذي أفرزه هذا الواقع المنحط البائس والمتشظي.

هي دعوة للضالين، لمن انساقوا خلف سراب سلطة الحوثي الزائفة، أو لمن أجبرتهم قسوة الواقع على الرضوخ، أو أرهبتهم سطوة الجبروت وسلطة الأمر الواقع: عودوا إلى حضن الوطن، فاليمن تنادي أبناءها الضالين، وإنها لحظة فاصلة، قبل أن يغلق باب التوبة، وتشتد قبضة العدالة.

لحظة الإبادة واستباحة دم الانسان في حالة من تواطؤ القريب قبل الغريب، لحظتها فحسب يلهج الرجل من صميم روحه: "ليتني كنت معهم".